الخميس، 20 سبتمبر 2007

لحظة تمرد لحظة استثنائية




لم أستطع أن أقاوم هذه المرة الرغبة فى الكتابة عنها. منذ رحيلها قرأت الكثير عنها و قد ظلمها الكثيرون. فجأة تحولت أروى صالح من هذه الشخصية الرقيقة التى تقطع كل يوم بشعور حقيقى بمصر و بالغلابة إلى تلك التى "ركبت شيطانها" و انتحرت لأنها نموذج للفشل اليسارى. و تارة أخرى تتحول فى رواية خارطة الحب لأهداف سويف إلى تلك الطالبة المتمردة التى تؤدى دوراً تتطلبه الرواية و تسقط عنها إنسايتها البالغة التى عُرفت عنها و لا تنصفها أهداف سويف كإنسانة. هذه المرة تذكرها أحد كتاب جريدة البديل و أنصفها ربما لمنبره اليسارى. منذ رحيلها فى يونية عام 1997 لم أقرأ كتابا تحدث بمثل شجاعتها وصدقها عن واقع المتمرد فى مجتمعاتنا. و يظل كتاب "المبتسرون" يثير الوجع فى القلب و الحنين للصديقة التى اختارت الرحيل و أيقنت معنى مصير التمرد


تقول أروى
سكة اللى يروح ما يرجعش ليست سكة ثالثة، إنما هى كامنة فى قلب اللحظة التى تقامر فيها بوجودك لتتبع حلماً، و يستوى بعد ذلك أن تسير فى سكة السلامة أو الندامة، فأنت حتماً لن تعود أبداً نفس الشخص الذى كنته قبل أن تبلوك غاية التمرد لأن التمرد لحظة حرية استثنائية، استثار كل ما فينا من نبالة و أيضاً أهاج كل ما فينا من وحشية

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

أحييك من القلب على هذه الكلمات البالغة الرقة عن العزيزة الراحلة أروى صالح. أنا من أكثر الذين عرفوها عن قرب. وقد كتبت عنها في مناسبات عديدة. تحياتي لك شخصياً، ولهذه المدونة المتميزة. د. أحمد يونس