الأحد، 30 سبتمبر 2007

يوميات عاملة لا تدون

فاطمة عاملة فى مصنع ملابس خاص داخل عمارة سكنية، تعمل ورديتين من السابعة صباحاً و حتى العاشرة مساءاً لتحصل 80 على جنيه آخر الشهر. سألتها إذا كانت سمعت عن إضراب العمال قالت لى "هم مين العمال دول؟" و لما شرحت لها قالت "أنا ماليش رأى، أكل العيش يعنى". مشكلة فاطمة أنها تعمل لتساعد أمها التى تعمل خادمة و تعرف أن مرتب الخادمة أفضل من مرتب العاملة و لكنها ترفض العمل خادمة من أجل ابن الحلال الذى هو فى علم الغيب. منطق فاطمة "لو أخذنى بخدم فى البيوت هيبهدلنى". فاطمة تعرف أن هناك الكثير من الأمور فى المصنع لا تعجبها منها مثلاً أنها لا تستطيع أن تعود إلى بيتها بين الورديتين "المواصلات زحمة و غالية" و لذلك فهى شبه متواجدة طول اليوم فى المصنع. المشكلة الثانية هى الاختلاط مع الشباب والزبائن "مش كل الناس ضميرهم نضيف، و فيه قلة أدب كتيرة لازم أبقى صاحيالها" و تؤكد أن خوفها على سمعتها جعلها تلبس الحجاب "عشان محدش ياكل وشى". فاطمة و غيرها بنات أقل من عشرين سنة و فى أوقات كثيرة جداً من أسر تعيلها نساء. مرجوعى هنا مرة ثانية للإصلاح الذى يتجاهل وجود فاطمة من أساسه فلا هى أصلاً حصلت على تعليم يفيدها و لا هى ستكون منتجة بأى شكل يحفظ لها كرامتها و ثقتها بأن لها قيمة يعتز بها المجتمع. فاطمة غالباً ستتزوج من عامل مطحون مثلها و سيظل البنك الدولى يطالب بمزيد من الإصلاح الذى ستقدمه له الدولة فى صورة إصلاح للأغنياء. و لا عزاء للغلابة

ليست هناك تعليقات: